الخطبة 6: لمّا أشير عليه بألاّ يتبع طلحةَ والزبيرَ ولا يُرصدَ لهما القتال
ومن كلام له (عليه السلام)
لـمّا أشير عليه بألا يتبع طلحةَ والزبيرَ ولا يُرصدَ لهما القتال([1])
وَاللهِ لا أَكُونُ كَالضَّبُعِ([2]): تَنَامُ عَلى طُولِ اللَّدْمِ([3])، حَتَّى يَصِلَ إِلَيْهَا طَالِبُهَا، وَيَخْتِلَهَا رَاصِدُها، وَلكِنِّي أَضْرِبُ بِالـمُقْبِلِ إِلَى الْـحَقِّ الـمُدْبِرَ عَنْهُ، وَبِالسَّامِعِ الـمُطِيعِ العَاصِيَ الـمُريبَ أَبَداً، حَتَّى يَأْتِيَ عَلَيَّ يَوْمِي؛ فَوَاللهِ مَا زِلتُ مَدْفُوعاً عَنْ حَقِّي، مُسْتَأْثَراً عَلَيَّ، مُنْذُ قَبَضَ اللهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) حَتَّى يَوْمِ النَّاسِ هذَا.
[1] ـ رواه الشيخ الطوسي (ت460) مسنداً في أماليه: 51 ح68 بأدنى اختلاف هكذا: «أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني أبو الحسن عليّ بن محمّد الكاتب، قال: أخبرني الحسن بن عليّ بن عبد الكريم، قال: حدّثنا أبو اسحاق ابراهيم بن محمّد الثقفي، قال: أخبرني أبو نُعَيْمٍ الفضل بن دكين، قال: حدّثنا أبو عاصم، عن قيس بن مسلم، قال: سمعت الطارق بن شهاب يقول…».
نعم ورد صدر هذا الكلام، أي قوله (عليه السلام): «لا أكون كالضبع …» الذي يشرح فيه كيفية صيد الضبع في مصادر متقدّمة على الرضي، فممّن رواه وأسنده أيضاً لكن باختلاف في اللفظ: ابن أبي شيبة (ت235) في المصنف 8: 633 ، والنميري (ت262) في تاريخ المدينة 4: 1257، والطبري (ت310) في تاريخه 3: 475. واستشهد به أيضاً أصحاب المعاجم اللغوية وغريب الحديث قبل الرضي وبعده ممّا يدلّل على اشتهاره عندهم، فمنهم الهروي (ت224) في غريب الحديث 3: 436، والجوهري (ت393) في الصحاح 5: 2028 وإن لم يسنده إلى عليّ (عليه السلام) ، والزمخشري (ت 538) في الفائق 3: 198 ، وابن الأثير (ت606) في النهاية 4: 246 ، وابن منظور (ت 711) في لسان العرب 12: 539 ، وغيرهم.
وورد ذيل الحديث في المسترشد: 403 للطبري الإمامي (ق4) بلفظ: «يا بني ما زال أبوك مدفوعاً عن حقّه مستأثراً عليه منذ قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) حتى يوم الناس هذا».
[2] ـ الضَبُع: سبع كالذئب يأكل الأشلاء والجيف. [3] ـ اللّدم: صوت الحجر أو العصا أو غيرهما، تضرب به الأرض ضرباً ليس بشديد.