الخطبة 106: في بعض أيام صفين

ومن خُطْبَة له (عليه السلام) في بعض أيام صفين([1])

وَقَدْ رَأَيْتُ جَوْلَـتَـكُمْ([2])، وَانْحِيَازَكُمْ عَنْ صُفُوفِكُمْ، تَحُوزُكُمُ الْـجُفَاةُ الطَّغَامُ، وَأَعْرَابُ أَهْلِ الشَّامِ، وَأَنْتُمْ لَهَامِيمُ([3]) الْعَرَبِ، وَيَآفِيخُ([4]) الشَّرَفِ، وَالأَنْفُ الْـمُقَدَّمُ، وَالسَّنَامُ الأَعْظَمُ، وَلَقَدْ شَفَى وَحَاوِحَ([5]) صَدْرِي أَنْ رَأَيْتُكُمْ بِأَخَرَةٍ([6]) تَحُوزُونَهُمْ كَمَا حَازُوكُمْ، وَتُزِيلُونَهُمْ عَنْ مَوَاقِفِهمْ كَمَا أَزَالُوكُمْ؛ حَسّاً([7]) بالنِّصَالِ، وَشَجْراً([8]) بِالرِّمَاحِ، تَرْكَبُ أُولاهُمْ أُخْرَاهُمْ كَالاِبِلِ الْهِيمِ الْـمَطْرُودَةِ، تُرْمَى عَنْ حِيَاضِهَا، وَتُذَادُ عَنْ مَوَارِدِهَا!

 

[1] ـ رواها باختلاف المنقري (ت 212) في وقعة صفين: 256 عن عمر، عن مالك بن أعين، عن زيد بن وهب، والإسكافي (ت 220) في المعيار والموازنة: 149، والطبري (310) في تاريخه 4: 17 عن أبي مخنف، عن مالك بن أعين الجهني، عن زيد بن وهب، والكليني (ت 329) في الكافي 5: 40 ح 4 عن مالك بن أعين، وفسّر غريبها ابن الأثير (ت 606) في النهاية.[2] ـ جولتكم: هزيمتكم.[3] ـ اللهاميم: جمع لهموم وهو الجواد من الناس والخيل.[4] ـ اليآفيخ: جمع يأفوخ وهو معظم الشيء أو مقدمه.[5] ـ الوحاح: الحرق والحزازات.[6] ـ لقيته بآخرة: أي أخيراً.[7] ـ حساً: أي قتلاً.[8] ـ شَجْراً: طعناً.

9 + 7 =